نجم يملك الوسامة والموهبة والأخلاق.. قليل في إطلالاته الإعلامية لكنه
قريب من قلوب الجمهور بأعماله وإبداعه.. فنان بارع في الأداء الكوميدي
والتراجيدي على السواء.. وفي تجسيد الخير والشر.. القوة والضعف.
حل النجم علي جمعة ضيفاً مميزاً على ديوانية «النهار».. وفتح قلبه وعقله
للقراء كاشفاً عن أعماله الجديدة ومنها مسلسل «دمعة يتيم» مع الفنانة
القديرة حياة الفهد ومسلسل «سارة» و«قلوب حائرة» مع المنتج خالد البذال.
وأكد أن الشخصيات الثلاث التي يؤديها في كل عمل مختلفة تماما عن بعضها
بعضاً.. ويتعاون من خلالها مع كوكبة من أبرز النجوم في الدراما الخليجية.
يؤمن بالبطولة الجماعية والإنتاج آخر همه.. تعلم من الكبار قيمة الالتزام.
ويرى أن تلفزيون الكويت منافس قوي للفضائيات الخاصةولم يتراجع كما يزعم
البعض. لكنه طالب بانتقاء واختيار أفكار جيدة بدلاً من كثرة البرامج
والأعمال. وإلى التفاصيل:
أحلام: حدثنا عن دورك في مسلسل «دمعة يتيم»؟
المسلسل قصة وبطولة الفنانة القديرة حياة الفهد وإخراج المميز حسين أبل
الذي أتعاون معه للمرة الأولى وتفاجأت بما يملكه من قدرات فنية. ومعي
كوكبة من الفنانين منهم صلاح الملا، سعاد علي، سناء يونس، منى شداد، هند
ومرام البلوشي، عبدالله الطراروة، وباسم عبد الأمير.. وشهادتي مجروحة في
المسلسل كوني أحد العناصر المشاركة فيه لكن أتوقع انه يترك بصمة جميلة عند
عرضه في رمضان المقبل عربياً وليس على مستوى الدراما الخليجية فقط. والنص
جميل جداً وبه كم كبير من الأحداث الاجتماعية وكيفية التعامل مع اليتيم
وهناك شخصيات كثيرة في العمل ستكون مفاجأة للجمهور. واحرص على التعامل مع
هذه النوعية من الأعمال الجريئة.
ماذا عن دورك؟
«ما أبي أحرق النص» لكن أجسد شخصية شقيق حياة الفهد ونحن ستة أخوة.
والشخصية جديدة بالنسبة لي وهي أقرب إلى «حالة جميلة».. ومكتوبة بتطريز
جميل لشخصيتي وأقرب إلى كوميديا الموقف.
مع «سارة»
دلال: سمعنا إنك صورت أخيراً مسلسل «سارة»؟
صحيح.. المسلسل من إنتاج «كنوز الخليج» إخراج غافل فاضل وبطولة هدى حسين،
عبير الجندي، صلاح الملا، سلمى سالم ومجموعة من النجوم.. وعندي عمل آخر
اسمه «قلوب حائرة» مع المنتج خالد البذال.. وأجسد فيه شخصية عنيفة جداً
بها كم هائل من الشر لكنها لا تخلو من الأبعاد الإنسانية.. وتكشف عن
التأثير السلبي لشخصية الأب لأنه دائم التوبيخ والسيطرة على الابن فيتحول
إلى شخصية شريرة تنتقم من الجميع. ويشارك في بطولة العمل هدى الخطيب، منى
شداد، وسلمى سالم وإخراج هيثم الزرزوي.
يقولون إن علي جمعة يكرر أدواره؟
بالعكس هذا الكلام غير صحيح.. وأحرص جداً على تنويع أدواري بين الشر
والخير والكوميديا والتراجيديا.. ودوري في «سارة» يختلف تماما عن «دمعة
يتيم» وعن «قلوب حائرة».. صحيح لا أميل للمبالغة والتغيير في الشكل أو
اللجوء إلى «لازمة» معينة.. لكن أستوعب الشخصية من الداخل وأختار الملابس
المناسبة لها بعناية.
لكنك تحب الكوميديا أكثر أم التراجيديا؟
أميل أكثر إلى العمل الكوميدي خصوصا إذا كان مكتوباً بشكل جيد وليس مجرد
«افيهات».. وأتمنى أن أعثر على نصوص كوميدية جميلة.. فمثلا في مسلسل
«الخراز» اعتمد دوري على كوميديا الموقف وحقق صدى كبيراً.. و«رنة» الهاتف
لفتت أنظار الجميع لأنها جزء من شخصية «محمد» التي جسدتها
حمد: لماذا لا تدخل مجال الإنتاج؟
الإنتاج يحتاج إلى تعب وتفرغ.. وهو ليس همي ولا يستفزني إلا إذا حصلت عملا
جيداً.. فالهدف المادي لا يشغلني وإنما يشغلني إنتاج عمل متميز يترك بصمة.
وأبحث حاليا عن مثل هذا العمل وساعتها سأدخل مجال الإنتاج.
نصوص ركيكة
فاطمة: كيف ترى مستوى الدراما الخليجية الآن؟
تعدد القنوات الخليجية الآن ظاهرة صحية وساعدت في انتشار الدراما الخليجية
لكن المشكلة في المنتج نفسه.. فمعظم المنتجين همهم الرئيسي الحصول على
الفلوس ولو عن طريق الإثارة والإسفاف.. ولذلك يلجأ مثل هؤلاء المنتجين إلى
نصوص ركيكة وأشباه ممثلين. وللأسف هذه الإثارة والوقاحة يسميها البعض
«جرأة».. والجرأة تكون في الطرح والفكر الراقي والمصداقية وليس ما نراه.
ما الذي يزعجك في تلك الأعمال؟
أنا ضد الكم الكبير من الأعمال.. فلدينا سنوياً أكثر من 20 عملاً كويتيا
لكن نسبة الممتاز لا تزيد عن عملين فقط! والبقية دون المستوى. أليس من
الأفضل أن نتعب على أعمال أقل تترك بصمة بدلاً من التركيز. وأتمنى أن تكون
هناك رقابة تلفزيونية على ما يعرض وعلى مواقع التصوير نفسها لضمان المستوى
الفني.. فمثلا أثناء التصوير نجد ممثلة تستيقظ من النوم بكامل الماكياج
وأخرى تجلس في البيت وهي ترتدي «دراعة» ثمنها 300 دينار؟ والكثير من
المبالغات التي تحتاج إلى رقيب يتابع كيفية تنفيذ العمل. وبعض الممثلين
لدينا لا يعرفون طبيعة الشخصية ولا الدور.. أذكر أن إحدى الممثلات كان
دورها فتاة يتيمة وفقيرة، وملابسها تفوق الألف دينار.. فهل هذا معقول؟..
وحاولت إقناع المخرج لكنها صممت على هذا المظهر! وبالتالي نفتقد المصداقية
في التفاصيل ودور المخرج أساسي في تصحيح مثل هذه الأخطاء. لأن الجمهور ذكي
ولن يقبل أن نخدعه.
محمد: بحكم وجودك كمخرج في التلفزيون، كيف ترى مستوى ما يقدمه من مسلسلات وبرامج؟
بكل صراحة.. تلفزيون الكويت ينافس بقوة في مجال الدراما والمنوعات
والبرامج الدينية خصوصا في السنوات الأربع الأخيرة.. وأقول ذلك كمشاهد
وليس لأنني أعمل فيه.